14 سبتمبر 2025 02:19 20 ربيع أول 1447
العروبة

    استكمالا لدعم التحول الرقمي.. البنك الأهلي المصري وماستركارد يوقعان بروتوكول مع مجموعة مواصلات مصر لرقمنة مدفوعات النقل الجماعيالزيارة الأولى منذ سقوط الأسد.. وفد روسي يصل إلى دمشقزيارة ناجحة لوزير السياحة لأسبانيا ..وصول بعثة نادي الزمالك الى السودية لخوض السوبر الافريقيوزير الخارجية يحشد دعما دوليا للبنان وفلسطين ضد عدوان الاحتلالأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، ارتفاع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية على الجنوب اللبنانى منذ صباح اليوم إلى 15 شهيدا.عملية إطلاق نادرة.. الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أُطلق من لبنان نحو تل أبيبالأهلى يطير للسعودية اليوم لمواجهة الزمالك بالسوبر الأفريقى- مهندس حسن الخطيب: الحكومة المصرية تولي اهتماما كبيرا بدعم التعاون الاقتصادي والاستثماري بين مصر والصينوزير التعليم: خطة خفض الكثافة في الفصول الدراسية نجحت.. وانفراجة بأزمة عجز المدرسينزيادة 10 قروش.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الاثنين في البنوكالدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة يصل اسوان صباح اليوم الاتنين لعقد مؤتمر صحفي لكشف أسباب إصابات النزلات المعوية
    الأخبار

    تونس بين الإعلام الرقمي وتغيرات الشارع العربي

    العروبة

    خلال السنوات الأخيرة، تغيّر المشهد الإعلامي في تونس بشكل لافت مع تصاعد دور الإعلام الرقمي.

    لم يعد التلفزيون أو الصحافة الورقية المصدر الوحيد للأخبار أو النقاش، بل صارت المنصات الإلكترونية جزءًا أساسيًا من حياة المجتمع اليومي.

    هذه التحولات تواكب تغيرات الشارع العربي وتساهم في تشكيل وعي الأفراد تجاه القضايا المحلية والإقليمية.

    في هذا المقال سنستعرض كيف غيّرت هذه المنصات طبيعة الخطاب العام في تونس، ونناقش التحديات والفرص التي أوجدتها البيئة الرقمية لكل من وسائل الإعلام والجمهور التونسي.

    الإعلام الرقمي في تونس: واقع جديد وتحديات متجددة

    الإعلام الرقمي غيّر طريقة استهلاك التونسيين للأخبار خلال السنوات الأخيرة.

    مع الانتشار الواسع للإنترنت، أصبحت المنصات الإلكترونية الخيار الأول لمتابعة المستجدات اليومية، من السياسة إلى الثقافة والترفيه.

    هذا التحول السريع جعل المواطن أكثر قدرة على اختيار مصادر معلوماته والتفاعل الفوري مع الأحداث.

    لم يعد الجمهور يكتفي بالمتابعة فقط، بل صار مشاركًا في صناعة الرأي العام عبر التعليقات والمشاركات وإنتاج المحتوى الشخصي.

    من بين المنصات البارزة التي تعكس هذا التنوع موقع كازينو زووم تونس الذي يجمع بين الأخبار المحلية والعربية، والمحتوى الخفيف والعميق في آن واحد.

    هذه المواقع الرقمية وفرت مساحة أوسع للنقاش والتفاعل وكسرت حواجز كانت تفرضها الوسائل التقليدية.

    لكن بالمقابل، واجه الإعلام الرقمي تحديات جديدة مثل صعوبة التحقق من صحة الأخبار وسرعة انتشار الشائعات.

    أصبحت الحاجة ملحة لرفع الوعي الرقمي وتعزيز ثقافة التحقق قبل النشر أو المشاركة.

    يبقى الإعلام الرقمي فرصة لتجديد المشهد الإعلامي، لكنه يتطلب متابعة دائمة وتطوير مستمر لمواجهة تغيرات الشارع التونسي المتسارعة.

    تأثير الإعلام الرقمي على الحراك الاجتماعي والسياسي

    الإعلام الرقمي أصبح اليوم صوت الشارع التونسي، ووسيلة رئيسية لتشكيل الرأي العام ونقل نبض المجتمع.

    مع تسارع الأحداث في المنطقة العربية، لم يعد المواطن مجرد متلقٍ للأخبار، بل تحول إلى صانع محتوى وفاعل مباشر في النقاشات السياسية والاجتماعية.

    وسائل الإعلام الرقمية غيّرت من طرق الاحتجاج والتعبئة، فصارت الحملات تنطلق من صفحات الإنترنت قبل أن تظهر في الشوارع.

    كما لعبت هذه المنصات دوراً مؤثراً في توجيه النقاشات وصنع القرار داخل الأوساط السياسية والاجتماعية على حد سواء.

    وسائل التواصل الاجتماعي كمنصات للحراك

    لم يعد تنظيم الحملات أو الدعوة للتظاهر حكراً على الأحزاب والمنظمات التقليدية.

    اليوم، يستطيع أي ناشط تونسي إطلاق حملة أو هاشتاغ وجمع آلاف المشاركين خلال ساعات قليلة عبر منصات مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام.

    لاحظنا خلال السنوات الأخيرة أن معظم التحركات الكبرى كانت تُنظّم أولاً إلكترونياً عبر مجموعات وصفحات تضم مختلف الشرائح العمرية والفكرية.

    هذه الأدوات لا تكتفي فقط بالحشد، بل تلعب أيضاً دوراً توعوياً من خلال نشر المعلومات والبيانات حول قضايا اجتماعية وسياسية حساسة مثل العدالة الاجتماعية أو الحقوق المدنية.

    إحدى الميزات اللافتة لهذا التحول هي قدرة الشباب والنساء تحديداً على إيجاد مساحة آمنة نسبياً للتعبير والمشاركة بعيداً عن القيود التقليدية.

    تأثير الإعلام الرقمي على الخطاب السياسي

    الخطاب السياسي في تونس تغيّر بشكل ملحوظ منذ تصاعد حضور الإعلام الرقمي في الحياة اليومية للمواطنين.

    السياسيون باتوا أكثر تفاعلاً مع أسئلة وتعليقات الناس عبر الإنترنت، مما خلق نوعاً من الشفافية والمحاسبة اللحظية غير المسبوقة سابقاً.

    في السابق كان السياسي يعتمد فقط على المؤتمرات الصحفية أو البيانات الرسمية لنقل أفكاره، أما اليوم فهو مضطر لمخاطبة جمهوره مباشرة عبر فيديوهات حية أو منشورات نصية قصيرة.

    هذا القرب أتاح للناخبين فرصة تقييم الأداء ورد الفعل بشكل فوري وأحياناً نقدي جداً، وهو ما شاهدناه خلال الانتخابات الأخيرة عندما كانت الحملات تدور بنفس الزخم على أرض الواقع وفي الفضاء الرقمي معاً.

    ما يميز المشهد التونسي أن النقاش السياسي أصبح أكثر ديناميكية وتنوعاً بفضل هذه القنوات الرقمية، رغم وجود تحديات تتعلق بالمصداقية وسرعة انتشار الأخبار الزائفة أحياناً.

    تحديات الإعلام الرقمي: المصداقية، التضليل، وحماية الخصوصية

    الإعلام الرقمي في تونس فتح آفاقًا واسعة للنقاش وتبادل المعلومات، لكنه كشف أيضًا عن تحديات جديدة يصعب تجاهلها.

    من أبرز هذه التحديات انتشار الأخبار الزائفة، وتراجع الثقة في بعض المصادر الرقمية، بالإضافة إلى المخاوف حول حماية بيانات المستخدمين.

    أصبح من الضروري أن يتعامل كل من الصحافة والجمهور مع هذه الإشكاليات بوعي أكبر، مع التركيز على تطوير أدوات للتحقق والرقابة الذاتية.

    انتشار الأخبار الزائفة والتضليل

    ظاهرة الأخبار الكاذبة اكتسبت حضورًا ملحوظًا في الفضاء الرقمي التونسي، خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي.

    مواقع وصفحات مجهولة أو ذات أهداف دعائية تنشر معلومات مضللة بسرعة غير مسبوقة، ما يربك الرأي العام ويؤثر أحيانًا على اتخاذ القرار حتى في القضايا الحساسة.

    شهدنا حملات تشويه خلال الانتخابات أو فترات الأزمات الصحية التي انتشرت فيها الشائعات أكثر من الحقائق.

    في المقابل ظهرت مبادرات محلية مثل منصات التحقق من الأخبار وصفحات التصحيح التي تسعى لوقف التضليل عبر تقنيات كشف المحتوى المزيف والتوعية المجتمعية بخطورة إعادة نشر المعلومات دون تحقق.

    مصداقية المصادر الرقمية

    الثقة في المصادر الرقمية أصبحت محل تساؤل يومي لدى الجمهور التونسي مع تزايد حجم المعلومات وانتشار المنصات غير المعروفة.

    وجود العديد من المدونات والحسابات الخاصة أدى إلى صعوبة معرفة المصدر الحقيقي للخبر ودقته.

    هذا الوضع دفع بعض المؤسسات الإعلامية لتطوير سياسات نشر واضحة ومراجعة المحتوى قبل بثه للجمهور، كما توسع الاعتماد على أدوات التحقق الرقمي و"صحافة البيانات" لجلب المعلومة من مصادر موثوقة فقط.

    رغم ذلك يبقى الوعي المجتمعي عاملاً حاسمًا. فالمواطن اليوم مطالب بالسؤال والبحث قبل مشاركة أي محتوى رقمي مهما كان مصدره جذابًا أو مقنعًا.

    حماية الخصوصية في العصر الرقمي

    مع تصاعد استخدام المنصات الرقمية أصبح خطر تسريب البيانات الشخصية واقعًا يوميًا لا يمكن تجاهله في تونس.

    العديد من المستخدمين يشاركون معلوماتهم دون إدراك تام لكيفية استغلالها تجاريًا أو حتى سياسيًا من أطراف غير معلومة.

    ظهرت جهود توعوية محلية حول أهمية ضبط إعدادات الخصوصية وعدم منح التطبيقات صلاحيات زائدة عن الحاجة، إضافة إلى مبادرات تهدف لحماية الأطفال والمراهقين تحديدًا من الاستغلال الإلكتروني.

    ومع أن القوانين المتعلقة بحماية البيانات بدأت تتطور تدريجيًا إلا أن التطبيق العملي يحتاج لتعاون حقيقي بين المستخدمين والمؤسسات الحكومية لضمان فضاء رقمي أكثر أمانًا للجميع.

    فرص الإعلام الرقمي في دعم الحوار المجتمعي والثقافي

    الإعلام الرقمي في تونس لم يعد يقتصر على نقل الأخبار أو تغطية الأحداث السياسية فقط.

    أصبح اليوم مساحة حيوية لنقاش القضايا الاجتماعية والثقافية التي تهم كل فئات المجتمع، من الشباب إلى النساء وصولًا إلى صناع القرار.

    المنصات الرقمية فتحت الباب أمام أصوات كانت مهمشة سابقًا لتعرض رؤيتها وتطالب بحقوقها بشكل مباشر وشفاف.

    كما ساعدت هذه البيئة الجديدة على إبراز الهوية المحلية وتعزيز قيم التعايش وتقبل التنوع، خاصة مع تعدد المبادرات والمشاريع التي تبني محتواها على الثقافة التونسية والذاكرة الجماعية.

    منصات النقاش والحوار المفتوح

    في السنوات الأخيرة، برزت المنتديات الرقمية وصفحات النقاش على مواقع التواصل كمساحة رئيسية للتعبير الحر حول قضايا الشأن العام في تونس.

    صفحات مثل "توانسة يتناقشوا" أو مجموعات الفيسبوك الخاصة بطلاب الجامعات جمعت بين أطياف مختلفة من المجتمع لطرح وجهات النظر المتنوعة حول البطالة، وقضايا المرأة، وأزمات التعليم والصحة وغيرها.

    هذه المنصات ساعدت كثيرين ممن كانوا يشعرون بالعزلة أو عدم تمثيل آرائهم في الإعلام التقليدي على إيجاد مجتمعات رقمية تشاركهم نفس الاهتمام وتفتح نقاشات بناءة أحيانًا وصاخبة أحيانًا أخرى.

    ما لاحظته شخصيًا أن حرارة النقاش الرقمي تكشف عن حجم التغيير الاجتماعي والرغبة الحقيقية في التأثير وصنع القرار بشكل جماعي، وليس فقط كأفراد منعزلين خلف الشاشات.

    تعزيز الهوية الثقافية عبر الإعلام الرقمي

    واحدة من أكثر المبادرات إلهامًا في المجال الرقمي التونسي هي تلك التي تحتفي بالتراث المحلي وتسعى لإعادة اكتشافه أمام الأجيال الجديدة.

    منصات مثل "ذاكرة تونس" و"تراثنا" تقدم محتوى بصري ونصي يعيد الحياة لأغاني الزمن الجميل، الأزياء التقليدية، وحتى القصص الشعبية التي كادت تندثر بفعل العولمة السريعة.

    هناك أيضًا صفحات تعرض المطبخ التونسي والوصفات الشعبية بلمسة حديثة تجذب فئة الشباب وتحفزهم على الفخر بجذورهم الثقافية.

    بفضل هذا التنوع الرقمي أصبح للثقافة التونسية صوت مسموع ورؤية جديدة تتجاوز حدود الجغرافيا وتصل إلى الجاليات بالخارج وحتى المهتمين حول العالم بتقاليد المغرب العربي الفريدة.

    نصيحة عملية: إذا كنت تدير مشروعاً ثقافياً رقمياً، حاول إشراك الجمهور مباشرة عبر مسابقات أو حملات قصصية حتى يشعر المتابع بأنه جزء حقيقي من المشهد الثقافي الوطني.

    خاتمة

    الإعلام الرقمي في تونس أصبح اليوم جزءًا أساسيًا من حياة المجتمع، فهو لم يعد مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل تحول إلى مساحة تفاعلية لصناعة الرأي وتبادل الأفكار.

    هذا التحول يحمل في طياته فرصًا كبيرة لإعادة رسم العلاقة بين الإعلام والجمهور، ويمنح صوتًا لفئات لم تكن ممثلة سابقًا في المشهد التقليدي.

    ومع ذلك، تظهر تحديات تتعلق بالمصداقية، وضبط المعلومات، وحماية الخصوصية. لذلك يحتاج المجتمع إلى وعي مستمر وأدوات حديثة تواكب هذا التطور.

    يبقى السؤال مفتوحًا: كيف سيواصل الإعلام الرقمي دعم تطلعات التونسيين وتلبية حاجاتهم في ظل تغييرات الشارع العربي؟