28 سبتمبر 2025 06:09 5 ربيع آخر 1447
العروبة

    استكمالا لدعم التحول الرقمي.. البنك الأهلي المصري وماستركارد يوقعان بروتوكول مع مجموعة مواصلات مصر لرقمنة مدفوعات النقل الجماعيالزيارة الأولى منذ سقوط الأسد.. وفد روسي يصل إلى دمشقزيارة ناجحة لوزير السياحة لأسبانيا ..وصول بعثة نادي الزمالك الى السودية لخوض السوبر الافريقيوزير الخارجية يحشد دعما دوليا للبنان وفلسطين ضد عدوان الاحتلالأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، ارتفاع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية على الجنوب اللبنانى منذ صباح اليوم إلى 15 شهيدا.عملية إطلاق نادرة.. الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أُطلق من لبنان نحو تل أبيبالأهلى يطير للسعودية اليوم لمواجهة الزمالك بالسوبر الأفريقى- مهندس حسن الخطيب: الحكومة المصرية تولي اهتماما كبيرا بدعم التعاون الاقتصادي والاستثماري بين مصر والصينوزير التعليم: خطة خفض الكثافة في الفصول الدراسية نجحت.. وانفراجة بأزمة عجز المدرسينزيادة 10 قروش.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الاثنين في البنوكالدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة يصل اسوان صباح اليوم الاتنين لعقد مؤتمر صحفي لكشف أسباب إصابات النزلات المعوية
    المنوعات

    البودكاست إعلام جديد.. المتحدة نموذجا

    العروبة


    يوم 13 فبراير من كل عام تحتفل الدنيا باليوم العالمي للإذاعة، وهو اليوم الذي أعلنته منظمة اليونسكو في عام 2011، بعد أن اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة رسميا بموجب قرارها 124/67 المؤرخ 14 يناير 2013.
    وبمناسبة هذه الاحتفالات نتساءل هل إنتهى زمن الراديو وجاء زمن البودكاست.
    من وجهة نظري لا تعارض بين أزمنة الراديو والبودكاست ولا التليفزيون، لأن العالم يعيش الآن ثورات متوازية في الإعلام، طالما المستهلك ونقصد به الإنسان الطبيعي مازال متلهفا للمعرفة ومتابعا للأخبار وقت حدوثها، ويشعر بالعطش الشديد إذا ما تأخرت عنه تحليلات الأحداث وقراءة نتائجها لفهم السيناريوهات التي قد تحدث في قادم الأيام.
    ولكن تعالوا قبل أن نغرق في وسائل الإعلام المختلفة نتعرف على الموضة الجديدة المسماة ب البودكاست والتي يحلو للبعض تعريفها بأنها ثورة صوتية أعادت تشكيل المشهد الإعلامي الرقمي.
    يعرف الجميع أن العصر الذي نعيشه الآن
    تُهيمن عليه السرعةُ والرقمنة، ولم تعد الكلمة المكتوبة أو المرئية وحدها قادرة على احتواء شغف الجمهور بالمعرفة والتفاعل، ومن هنا يبرز البودكاست كوسيلة إعلامية ثورية تجمع بين سلاسة الصوت وعمق المحتوى، لتصبح جسرا بين الثقافة والتكنولوجيا، وبين الماضي والمستقبل.
    ولذلك يمكننا القول أن البودكاست أصبح ظاهرةً عالميةً بفضل عدة عوامل جعلته يتفوق على الوسائط التقليدية، يأتي على رأس هذه العوامل ميزة "المرونة والسهولة" بحيث يُمكن الاستماع إليه أثناء قيادة السيارة أو ممارسة الرياضة، مما يجعله ملائمًا لأنماط الحياة السريعة، وايضا من المزايا التي يتمتع بها البودكاست "التفاعل المباشر" حيث يُتيح للمستمعين المشاركة عبر التعليقات، مما يعزز الشعور بالانتماء إلى مجتمع افتراضي.
    ولا يعمل البودكاست على محتوى محدد وثابت ولكنه يمتاز ب " تنوع المحتوى" حيث ينتقل من القصص الشخصية إلى النقاشات الفكرية، ليُلبّي اهتماماتٍ متنوعة، معتمدا على تجاربَ ثقافيةً غنية.
    وإذا أضفنا إلى كل ذلك ميزة "العمق والتركيز" لعرفنا أننا أمام وسيلة مشبعة لكل احتياجات المستهلك على عكس المحتوى المرئي السريع، حيث يُتيح البودكاست مساحةً للتأمل والتحليل، مما يجعله أداةً فعّالةً لنقل الأفكار المعقدة.
    إذا كان الأمر بهذه الاهمية فهل استوعبت شركات الإنتاج الإعلامي بمصر خطورته؟ هنا نلاحظ أن "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية" أدركت مبكرًا إمكانات البودكاست، فانطلقت بإطلاق بودكاست لاستهداف الشباب عبر محتوى "لايت كوميدي" يناقش القضايا الاجتماعية بطريقةٍ ساخرة.
    ومن عوامل نجاح تجربة الشركة المتحدة
    "التركيز على الجمهور الشاب" عبر تناول مواضيع مثل "التريندات" و"حياة المشاهير" و"السوشيال ميديا"، ولذلك استطاع البودكاست جذب شريحةٍ واسعةٍ تبحث عن محتوى خفيفٍ وفي ذات الوقت يحمل رسالة نقدية بهدف التقدم والتطوير، وأصبح دمج الترفيه مع الرسالة مفتاح مهم للدخول إلى جمهور المستمعين، ويأتي استخدام الكوميديا كوسيلة لهدف محدد وهو بلورة التناقضات الاجتماعية وهو ما يساعد على تحويل الحلقات إلى نقاشات تنتشر عبر المنصات الرقمية.
    واخيرا نرصد نجاح الشركة في الاستفادة من البنية التحتية الرقمية حيث اعتمدت الشركة على التعاون مع "الانفلونسرز" ومنصات السوشيال ميديا لتحقيق انتشار الحلقات، مما يعكس استراتيجيةً ذكيةً لمواكبة التحول الرقمي باعتبار البودكاست... صوت المستقبل والتأكيد على أن البودكاست لم يعد مجرد "موضة عابرة"، بل تحول إلى ظاهرةٍ إعلاميةٍ تعكس التحولات العميقة في عصر الرقمنة.
    وتبقى كلمة السر في نجاح هذه الوسيلة هي اعتمادها على فهم احتياجات الجمهور، ودمج التكنولوجيا مع الإبداع. وفي معركة التأثير الثقافي، يُظهر البودكاست تفوقًا عبر تقديمه محتوىً يجمع بين التشويق والعمق، مما يجعله ليس منبرًا للترفيه فحسب، بل أداةً لتغيير الوعي المجتمعي.